في مؤشر واضح على عودة كرة القدم السودانية إلى مسار التطور والطموح، خطف المنتخب السوداني الأضواء خلال مشاركته الأخيرة في بطولة كأس العرب، حيث قدّم مستويات متوازنة كشفت عن ملامح مشروع كروي جديد يهدف إلى إعادة بناء المنتخب على أسس احترافية ورؤية مستقبلية تمتد لسنوات طويلة.
وبحسب مراقبين رياضيين، فإن مشاركة “صقور الجديان” في البطولة لم تكن مجرد ظهور تنافسي اعتيادي، بل شكلت منصة مهمة لقياس الجاهزية، واختبار العناصر الشابة، وتعزيز الانسجام الفني بين اللاعبين، في خطوة تعزز التوجّه نحو تجديد الدماء داخل المنتخب. وقد أظهر اللاعبون روحًا عالية في الملعب، وتميّزًا بدنيًا لافتًا، إلى جانب انضباط تكتيكي يؤكد تطور العمل الفني داخل الجهاز التدريبي.
وتشير التوقعات إلى أن الأداء الذي قدّمه المنتخب في البطولة سيكون نقطة انطلاق لمرحلة جديدة من التطوير، خاصة مع اهتمام الاتحاد السوداني لكرة القدم بتطبيق برامج حديثة في إعداد المواهب، وتوقيع شراكات فنية مع أكاديميات دولية بهدف خلق قاعدة قوية من اللاعبين القادرين على تمثيل السودان في المحافل القارية والعربية.
وأكد خبراء أن هذه المشاركة أبرزت وجود جيل واعد يمتلك القدرة على المنافسة مستقبلًا، إذا ما حصل على الدعم المستمر والاستقرار الإداري والفني. كما أثنت الجماهير على الروح القتالية التي ظهر بها الفريق، معتبرة أن المنتخب “يستعيد هويته تدريجيًا” ويخطو بثبات نحو تطوير منظومته الكروية.
ويرى محللون أن نجاح السودان في كأس العرب يمثل فرصة لتعزيز ثقة اللاعبين بأنفسهم، وفتح الباب أمام خطط بعيدة المدى تتضمن تحسين بيئة الاحتراف المحلي، وتنظيم مسابقات الفئات السنية، وتطوير البنية التحتية الرياضية في البلاد.
ومع تزايد الاهتمام الشعبي والدعم المؤسسي، يترقب الشارع الرياضي السوداني مرحلة أكثر إشراقًا لكرة القدم الوطنية، حيث يأمل أن يتم البناء على مكتسبات البطولة، وتحويل الدروس التي خرج بها المنتخب إلى خطوات عملية تُعيد للسودان مكانته المعهودة في الساحة الرياضية العربية والأفريقية.

وفي ختام البطولة، وجّهت الجماهير والبعثات الرياضية إشادة خاصة إلى دولة قطر على التنظيم المميز الذي قدّمته، حيث نجحت في توفير بيئة احترافية عالية وجودة تنظيمية رفيعة المستوى، أسهمت في إبراز المنافسة بصورة مشرفة وتعزيز الأجواء الرياضية بين المنتخبات المشاركة. وقد أثبتت قطر مرة أخرى قدرتها على استضافة البطولات الكبرى بكفاءة تستحق التقدير.