• 2025-10-15 10:20:23
  • إيكوبيشن
الدكتورة آمنة ميرغني حسن التوم الطويل محافظًا لبنك السودان المركزي

لأول مرة في تاريخ السودان..
في سابقة تاريخية تُعد علامة فارقة في مسيرة تمكين المرأة السودانية وتعزيز حضورها في مواقع صنع القرار، أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان اليوم الاثنين قرارًا بتعيين الدكتورة آمنة ميرغني حسن التوم الطويل محافظًا لبنك السودان المركزي، لتصبح بذلك أول امرأة في تاريخ البلاد تتولى هذا المنصب الرفيع منذ تأسيس البنك.
ويُنظر إلى هذا القرار باعتباره خطوة نوعية على طريق الإصلاح المؤسسي وتمكين الكفاءات الوطنية، وتأكيدًا على الدور المتنامي للمرأة السودانية في قيادة مؤسسات الدولة الاقتصادية والمالية.

تُعد الدكتورة آمنة ميرغني واحدة من أبرز الكفاءات المصرفية في السودان، إذ تمتلك سجلًا مهنيًا حافلًا بالإنجازات والخبرات المتراكمة التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود. فقد حصلت على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة الخرطوم عام 1985، ثم الماجستير في المحاسبة والتمويل من جامعة الجزيرة عام 1997، ما أهلها لبناء مسار مهني قوي ومتوازن بين المعرفة الأكاديمية والخبرة العملية.

بدأت الدكتورة آمنة مسيرتها المهنية في مركز البحوث والاستشارات الصناعية، قبل أن تنضم إلى بنك السودان المركزي عام 1986، لتبدأ رحلة طويلة من العطاء والتدرج في المواقع القيادية داخل البنك. وقد شغلت عدة مناصب مهمة من بينها مدير عام إدارة الأسواق المالية حتى عام 2020، وهو أحد أهم القطاعات التي تُعنى بسياسات النقد وإدارة السيولة في البلاد، ثم تولت منصب مدير عام مطابع العملة حتى عام 2023، حيث أسهمت في تطوير آليات الطباعة والتأمين والتحول الرقمي في أنظمة النقد الوطني.
وفي السنوات الأخيرة، واصلت مسيرتها المهنية خارج البنك المركزي، إذ تشغل حاليًا منصب مساعد المدير العام بمصرف الساحل والصحراء، التابع لمجموعة دول الساحل والصحراء، ما أتاح لها اكتساب خبرة إقليمية واسعة في مجالات التمويل والتعاون الاقتصادي بين الدول الإفريقية.

ويأتي هذا التعيين في ظل ظروف اقتصادية دقيقة يمر بها السودان، الأمر الذي يضع على عاتق الدكتورة آمنة مسؤولية كبيرة في قيادة السياسة النقدية وإدارة القطاع المصرفي نحو الاستقرار والإصلاح. ويرى مراقبون أن هذا القرار يعكس ثقة القيادة السياسية في الكفاءات النسائية، ويؤكد توجه الدولة نحو ترسيخ مبادئ الشفافية، والكفاءة، والاستدامة في مؤسساتها المالية.

وقد رحّب عدد من الخبراء والمحللين الاقتصاديين بهذا القرار، معتبرين أن اختيار شخصية مصرفية بخبرة الدكتورة آمنة يمثل نقطة تحول إيجابية في مسار البنك المركزي، خاصة في ما يتعلق بإعادة بناء الثقة في النظام المصرفي، وتعزيز السياسات النقدية المستقرة، ودعم جهود الإصلاح الاقتصادي.
كما عبّر ناشطون في قضايا المرأة عن فخرهم بهذا الإنجاز الذي يُعد مصدر إلهام للأجيال القادمة، ورسالة واضحة بأن المرأة السودانية قادرة على تولي أعلى المناصب وأداء مهامها بكفاءة واقتدار.

بهذا التعيين التاريخي، يفتح السودان صفحة جديدة في سجل تمكين المرأة والاعتراف بمكانتها في قيادة مؤسسات الدولة، ويؤكد أن الكفاءة والخبرة أصبحت المعيار الأهم في اختيار القيادات الوطنية


فيسبوك إنستغرام تويتر الإيميل واتساب