د. حنان الهادي: الذكاء الاصطناعي فرصة ذهبية للشباب السوداني لصنع المستقبل

أكدت د. حنان الهادي، الناشطة في مجال منظمات المجتمع المدني، في حديث لراديو دبنقا، أن الذكاء الاصطناعي يمثل "ثورة في طريقة التعامل مع التكنولوجيا"، مشيرةً إلى أنه لم يعد مجرّد أداة، بل أصبح شريكًا في اتخاذ القرار وتحليل البيانات وتنفيذ المهام. وقالت: "نُعلِّم الآلة كيف تتعلم، فتنفذ مهام مثل الترجمة، التحليل، الكتابة، بل وحتى المحادثة، دون أن نوجّهها خطوة بخطوة".

وشددت د. حنان على ضرورة اعتماد الشباب السوداني على التعليم الذاتي، مستفيدين من آلاف الدورات المجانية المتاحة عبر الإنترنت، باللغتين العربية والإنجليزية، في مجالات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، مؤكدة أن أي شاب يمكنه البدء حتى من هاتفه المحمول فقط.

وأشارت إلى أبرز التحديات التي تواجه انتشار هذه التقنية في السودان، ومنها ضعف البنية التحتية الرقمية، وقلة المحتوى التدريبي باللغة العربية واللهجات المحلية، بالإضافة إلى نقص الوعي والدعم المؤسسي، وصعوبة الوصول إلى الأجهزة الحديثة في بعض المناطق.

ورغم هذه التحديات، عبّرت عن تفاؤلها بالشباب السوداني، واصفةً إياهم بأنهم الأكثر شغفًا ومتابعة للتطورات التقنية. وأوضحت أن عددًا من صديقاتها – رغم عدم تخصصهن في المجال التقني – بدأن باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في حياتهن اليومية، سواء في الدراسة أو البحث أو حتى الترفيه، واعتبرت ذلك "ظاهرة إيجابية" تعكس وعيًا متزايدًا لدى الشباب بأهمية مواكبة التكنولوجيا.
كما شبّهت المرحلة الحالية من تطور الذكاء الاصطناعي بمرحلة ظهور الكهرباء أو الإنترنت، قائلةً: "صحيح أنه غيّر شكل بعض الوظائف، لكنه فتح أبواباً لا حصر لها للابتكار والتطور"، داعيةً الشباب السوداني إلى عدم انتظار التغيير، بل صناعته، بدءًا من إمكانياتهم الذاتية.

وأضافت أن تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت مكوناً رئيسياً في قطاعات التعليم، الصحة، الزراعة، والاقتصاد العالمي، إلا أن استخدامها في السودان لا يزال محدودًا، ويقتصر غالبًا على تطبيقات بسيطة، مثل أدوات الترجمة والتعلُّم الإلكتروني والتسويق الرقمي. لكنها اعتبرت هذا التأخر "فرصة ذهبية" أمام الشباب السوداني لابتكار حلول محلية، والاستفادة من الفراغ التقني لبناء مستقبلهم بأدوات العصر.

وفي هذا السياق التركيز على أهمية إدماج الذكاء الاصطناعي في قطاع التعدين، الذي يُعد من القطاعات الحيوية للاقتصاد السوداني، موضحة أن استخدام التقنيات الذكية في هذا المجال يمكن أن يسهم في تحسين إدارة الموارد، وتقليل المخاطر، وزيادة الكفاءة الإنتاجية، من خلال تحليل البيانات الجيولوجية، ومراقبة المعدات، وتوقع الأعطال، مما يعزز استدامة هذا القطاع ويقلل من الهدر والتكاليف.