في خطوة تعكس متانة العلاقات السودانية الصينية، يشهد السودان تطورًا لافتًا في مجال البنية التحتية ضمن إطار مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ. وأعلنت الخرطوم، ضمن هذه المبادرة، عن بدء مشروع ضخم لتجديد شبكة السكك الحديدية السودانية، يشمل وصول 21 قاطرة جديدة إلى ميناء بورتسودان خلال الصيف الجاري، وهي أول دفعة من أصل 34 قاطرة حديثة تم التعاقد عليها. ويُتوقع أن يسهم هذا المشروع في إنعاش التجارة الداخلية وتعزيز الترابط بين الأقاليم السودانية.

وفي هذا السياق، صرّح السفير السوداني لدى الصين، عمر عيسى أحمد، أن بلاده تدرس حاليًا سبل الاستفادة القصوى من مبادرة "الحزام والطريق"، مشيدًا بالقوة الاقتصادية للصين ودورها المتنامي على الساحة الدولية. وأضاف في مقابلة مع وكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، أن السودان كان من أوائل الدول المرحّبة بالمبادرة، لما تحمله من فرص واعدة في مجالات التنمية والبنية التحتية ورفع مستوى الشراكة الاقتصادية.

وأشار السفير إلى أن الصين تُعد نموذجًا تنمويًا يحتذى به، وأن الخطة الخمسية الجديدة التي أطلقتها بكين تأتي في لحظة حاسمة لابتكار حلول فعالة للتحديات الاقتصادية، معتبرًا أن ما يشاع حول تراجع النمو الصيني لا يعكس حقيقة الهيكلة العميقة التي يشهدها الاقتصاد الصيني، مؤكداً أن أساسه ما يزال متينًا.
ويُذكر أن الصين أنشأت في إطار هذه المبادرة مؤسسات مالية مثل "صندوق طريق الحرير" و"بنك استثمار البنية التحتية الآسيوية"، ما يعزز فرص التمويل لمشاريع التنمية في الدول الشريكة، ومن ضمنها السودان.